لست ممن يدعون الرومانسية المطلقه . .
ولست نسخه غير مشعره من نجم الجيل . .
ولكني بالتأكيد – ويالحظي – أعرف كيف أسعد إمرأة .
كانت تلك كلماته التي مهرها بتوقيعه في الصفحه الأولي من كتابه الأول , ظلت تحدق بها لساعات حين قرأتها حال عودتها من لقائهما الحار بمكانهما المعهود , مشهدا أتاها كلحظه عابره أثارت بداخلها سخريه مقيته حين إلتفت يمنحها نظرة واهيه أثناء إنطلاقهما بالسيارة تخترق بهما طريق العوده من منزل والديه وحتي منزلهما , كانت كمن تدعي التهاون طوال علاقتهما , إستمالها كحية يداعبها زمارا متكاسلا , فشلت كافة محاولاتها المتردده في إستخراج الشغف بداخله , واجهته أحيانا مصطنعه المزاح بكونه ليس من يدعي ويالدهشتها لم ينكر , أخبرها بكون أفكاره لا يمكن أن تتجسد سوي في عالم مثالي يخلو من المؤثرات الماديه والإختلافات الجوهريه , وأدهشها حين إدعي رغبة قارئيه في رواية رومانسيه فما كان منه إلا أن يبتكرها , وكأنها ليست كلماته وكأنه إقتبسها من ملاكا تجسد إنسيا , ضحك من سذاجتها حين طالبت بتشبيهها برفيقة بطل روايته , وتعجبت من إتقانه لكافة وسائل تعذيبها , معرفته بسبل تقديرها ورفضه التام لمباشرتها , لم تقو علي صرخه حملت بداخلها كبتا قاتلا , وعانفت مشاعرا كادت تخور لها قواها الواهنه , كانت تستعيض عن أفعاله بأقواله الخياليه , جلست مرارا تلتهم صفحات روايته التي عشقتها , تعجبت من مشاعرها المتناقضه نحوه وكأنها تعيش مع رجلين , تحب من قال وتكره من لم يفعل , تخيلته هو وتخيلت نفسها هي , كان فعلا هو إلا أنها لم تكن هي , فضل عليها إمرأه بداخله لم ير مثلها قط , كثيرا ما تسائلت لم لم يمنحها فرصه لتعبر عما بداخلها , لم لم يعتبرها إمرأه ؟؟ . . كان يشاطرها الأحزان برقته الخلابه أثناء جلوسهما سويا في بلكونة غرفتهما , ويشاركها الأفراح بغرفة المعيشه علي ضوء الشموع المتذبذب وأنغام الموسيقي الكلاسيكيه , كان يحتضنها بقوة حين تفتقده قبل أن يودعها لحين عودة , وكان يحتويها حين يتلاقا بعد طول غياب , لم يقو يوما علي تناول طعامه بدونها , ولم ينهض يوما دون أن يطبع قبله علي جبينها , رآها أجمل نساء الدنيا ولم تكن أجملهن , ولم ير من رأينه أوسمهم علي الإطلاق , لم ينتظر يوما لتهتم بل فعل هو من تلقاء نفسه , لم تطلب منه يوما أن يقلها ولم يكتف بقولها , أحبك , إبتسم بسعاده بجوارها في غدائهما مع مديرها الجديد , و لم ينس يوما أن يمسك لها المقعد ريثما تجلس أو يصد لها الباب ريثما تعبر , إحترم ذكائها وأحب حنانها , كان لها الزوج والأب والإبن والأخ , بكت حين رقصا أسفل المطر في البلكونه حين أصر علي الخروج قبل إصلاح البلاستيك البالي , ولم تشعر بأطرافها حين إخترقت عيناه عينيها , لطالما أمطرها بأعذب الكلمات مجددا أنوثتها , ولم يخجل مطلقا من تكرارها أمام الآخرين , كان إسمه مرادفا للرجولة في قاموسها , وكانت هي حواءا بالنسبة له , تهتز وتقشعر حين يهمس بها مبتسما , وتحزن لحزنه علي أمر يؤرقها . . إكتفت مجددا بتنهيده طويله حين أفلتت منها دمعة خائنة . . وإحتضنت روايته بين ذراعيها بينما شعرت بأنفاسه البارده تنتظم تدريجيا بجوارها . .