الجمعة، 24 سبتمبر 2010

أحبك . . أكرهك . .



قولوا عليا مجنون . . قولوا عليا موهوم !!
القصيده دي ألفتها في ساعه , وده بعتبره رقم قياسي بصراحه , إهداء لكل شرقاوي . . وهما كتيييييييير هنا . .

الـــــزقازيــــق
مدينه عالميه علي ارض الشرقيه
زنقاكي من علي الشمال المحافظه القليوبيه
و زنقاكي من علي اليمين المحافظه الإسماعيليه
مللت شوارعك الضيقه الملتويه
أرهقني سيري وسط حطام الطرق الجانبيه
عطلني ازدحامك دوما في الفتره الصباحيه
وتوقف الطريق تماما عند كوبري العسكريه
كرهت توافد الناس امام محطتك الحديديه
وصراعهم الدائم مع سائقي العربات السيرفيسيه
اختنقت من كثرة سياراتك والدراجات البخاريه
تهت مرارا بمداخلك ومخارجك المختفيه
انزلقت دوما علي أرصفتك التي أتلفتها عوامل التعريه
فسدت كل أحذيتي من قمامتك الملقيه
وضعف بصري من أتربه الرز القشيه
خلت ترعتك من قطرة ماء نقيه
وعاني سكانك كثيرا من انقطاع التيارات الكهربائيه
يأست فيك بحثا عن مكان لركن العربيه
ودقت ذرعا يوميا من مشهد الجامعه العماليه
وأوشكت أن أقتل أحد أطفال الشوارع بعصبيه
إزداد قبح شوارعك و مبانيك وميادينك العشوائيه
وإحتاج الغريب فيك إلي خريطه توضيحيه
إحتار حكامك في مشكلة المرور الأبديه
ونداء البائعين في شارع البوسته والمكاتب وخلف المديريه
وإزداد مللي بآثارك الفرعونيه وبقايا الثوره العرابيه
ورغم كل هذا أحبك
فأنت وطني وكل اللي ليا
ففيك أصدقائي و أحبائي والعيشه الهنيه
وفيك قضيت أجمل ليالي في ليالي الحلميه
وأكلت أجمل ما في مصر من كشري بالتقليه
ومكثت أمام قصر الثقافه إنتظارا لتأمل أتوبيس جامعة مصر الدوليه
وإستمتعت أياما لا نهائيه من اللف في القوميه
وتمتعت بفتياتك الجميلات في ملابسهن الصيفيه
والشتويه
وقضيت ليال سمر علي ضفاف ترعتك أمام باب الكليه الأدبيه
وبكيت حزنا حين أزالوا الصينيه
ليستبدلوها فورا بأربع إشارات مروريه
وصادفت سكانك في جميع بقاع مصر الجمهوريه
ولم أصدق نفسي حين دخلت السنيما إليك في بلازا المصريه
وإستمتعت بالسير دوما في شوارع وسط البلد الملتويه
حتي ساد الإلتواء أيضا حتي في فللك الجامعيه
ومرحت أيام الماضي بنادي الشرقيه
وتفاخرت كثيرا بفرق الهوكي الدوليه
رغم إهتمام العالم بالساحره الكرويه
وضحكت من شهرة الجميع في المغامرات العاطفيه
وتقسيم كل شلة بأسماء محلات القوميه
وأخيرا شهرتك بجميع مواقع الانترنت والشات والنطاقات البحثيه
ولهذا سأبقي بك حتي النهايه الأبديه

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

شـــيخ العــــرب ســــالمان


أول مره أصدق الحاجات دي , أو يمكن ما صدقتش بس قلت مش هخسر حاجه , أهي فسحه . .

بقالي شهرين أو أكتر ضهري واجعني جدا , و من كام يوم الوجع دخل علي ركبي و مبقتش قادر أتنيها غير بصعوبة , مشكلتي إني بحب الرياضه جدا , بتضايق قوي لو قعدت يوم كسلان من غير ماتحرك , انزل أجري , أروح الجيم , العب سويدي مع نفسي , أي حاجه . .

فجأه و بدون أي مقدمات جالي الوجع الفظيع ده , والنبي ما حد يتفزلك و يقوللي . . أكيد شلت حاجه تقيله .  . لأ ما شيلتش يا خويا !! . . عادي بلعب زي ما أي حد بيلعب , المهم . . كالعاده مهتمتش في الأول و فضلت عايش حياتي عادي جدا , أنا أصلا عمري ماركزت في إني أريح لما أتعب , أو أتعالج لما أعيا . . كل الكلام الفاضي ده , لغاية ما الوجع بقي فظيع بجد , ماما ( وإسمحولي أقول ماما ) . . قالتلي روح لدكتور مفاصل وعظام والحاجات دي , يا ستي سيبيني أكيد هخف دلوقتي , لأ روح . . المهم . . روحت , (بعد ما خدت منها تمن الكشف طبعا) . .

 قاعد قدام الدكتور لقيته بيضحك معرفش ليه و بيقوللي . . توء توء توء . . لا مفيش , ده روماتيزم . . نعم يا خويا !! . . لاحظ سيادتك إن عندي 25 سنة !! . . (وعالعموم إعمل أشعه و تعلالي) . . بجد مبحبش روح وتعلالي دي , بتنرفزني , عملتله الأشعه و جيت ( طبعا خدت تمنها برضو , مش عارف ليه بستخسر أدفع في الحاجات دي ) . . تاني . . توء توء توء . . لا ده بس شوية خشونة في العظم . . والله العظيم أنا غلطان إني جيتلك أصلا , خدت الورقه اللي فيها نعكشة الفراخ اللي بيقولوا عليها روشتة و مشيت . .

أقول يا ستي الأدوية معملتش حاجه و أنا كنت عارف , هقضيها كده و خلاص ( بقولها و أنا واقف متني مش قادر أفرد ضهري حتي ) , تقوللي روح لواحد تاني , ورحت والله . . و كانت النتيجه . . ياااااااه , لاااااا . . دي حاجه عبيطه خالص , خشونة ايه يا راجل و روماتيزم ايه انت لسه شباب (طبعا بعد ماقلتله اني كنت عند دكتور تاني قبله ) . . ده بس شوية إجهاد , جزيت علي سناني و خدت الورقه , جبت الأدويه و ببص عليها . . لقيتها كلها مضادات روماتيزم و مسكنات . . الناس دي بتشتغلنا يا جدعان !!!! . . . . رجعت البيت و أنا حالف معملش حاجه , أنا كنت عارف والله إن الدكاتره دول كلهم مالهومش لازمه , مش مصدقكوا , مش مقتنع بيكوا , مش مقتنع بالطب ده أساسا ولا عمره فادني في حاجه , مفيش مره تعبت فيها و خدت دوا و عمللي حاجه . . بخف لوحدي علي طول لما أصبر شوية . . طب ايه و دكاترة ايه . . مش مؤمن بيكو خالص . . شوية أفاقين و حلنجيه . . (يمكن عشان كده مبحبش أدفع فلوس في الحاجات دي)

المهم قاعد في أمان الله ( لأني مبعرفش أقف )  , إذ ببابا (و إسمحولي أقول بابا برضو) , بيقوللي أنا عايزك تروح لواحد و تقوله إدعيلي , والدي الله يخلليهولي بجد ده مثلي الأعلي , ونفسي أبقي في ربع إيمانه وتقواه , وعندي كلام كتير عنه لو حكيته محدش هيصدقني فا مش هحكيه ( أنا حر يا عم !! ) . .

المهم فين يا بابا الراجل ده . . قاللي في العريش !!! . . . طبعا أول سؤال المفروض أسأله , عرفته منين ده ؟؟ . . قاللي أنا كنت رحتله مره زماااااااااان قوي و كان عنده ساعتها 108 سنه !!! . . نعم !! . . أمال دلوقتي كام !! . . قاللي مش عارف بقي روح شوفه . . قلتله طيب . . . قاللي خد أخوك و روح بالعربيه , قلتله ماشي , قاللي تكون عنده تسعه الصبح عشان تلاقيه . . خلاص يا سيدي !! . . المهم الاقيه لسه عايش أصلا !! . .

طبعا أنا و أخويا بنحب المغامرات جدا , و بنحب بابا أكيد , فا روحنا , و خدنا معانا واحد صاحبنا , مبيحبش المغامرات , و بيحب باباه هو . . (وبعربيته طبعا , هع) . . مش عارف هي المسافه كام كيلو بس الطريق خد حوالي 3 ساعات , يعني قولو 300 كيلو مثلا , مش بعربيتنا الحمدلله , وصلنا العريش و أنا اللي سايق طول الطريق طبعا علشان يعاقبوني ولا كأن ضهري تعبان , و هناك إكتشفت إن لسه 50 كيلو كمان علشان مكان الراجل . . ياااااااه ده أنا خفيت , مش ممكن , يللا نرجع بقي . .  طبعا لا حياة لمن تنادي , هنروح يعني هنروح مش بعد ما وصلنا , فضلنا ماشيين نسأل و نتوه , نسأل و نتصل ببابا , نسأل و جبنا واحد صاحب اخويا ساكن هناك يدلنا (محدش يسألني يعرفوا منين ده ) , ووصلنا أخيرا لحته صحراااااااااااااا . . قلتلهم أدخل , قالولي أدخل . . بجد أول مره أشوف رمال متحركه , و أول مره أعجب بالعربيه اللي إسمها شيفروليه أوبترا دي , و أصدق مني زكي و أحمد حلمي , بجد الواد دعي علينا دعا من اللي حصل لعربيته . . وصلنا أخيرا بعد نص ساعه رمله لمكان فيه ناس . . خيمه صغيره و جنبها شوية غنم و عيل صغير و ست , إتجننا فعقلنا و سألنا الست . . الحمدلله مطلعش حد يضربنا بالنار و قالتلنا إن الراجل في حته تانيه خالص . . حته كلهااااااااااااا  . . أسفلت . . مافيهاش رمله خالص . . حسيت إني سامعه بيشتم فيا و فضهري . .

وصلنا أخيرا الحمدلله لجامع وسط الصحرا بس جنب الطريق الأسفلت علي طول , نزلنا فعلا و إتمشينا لغاية ما لقينا راجل نايم , هو ده , لأ مش هو , هو ده , لأ مش هو . . صاحبنا نط عليه . . و قاله إنت الشيخ سالمان يا ريس !!! . . قربت بوشي و قعدت أدقق في ملامح الراجل اللي فعلا شكله عنده بتاع 130 سنه مستريح . . إيه ده !! . . حاسب ياعم والنبي محدش يلمسه لحسن نلبس تهمه . . الراجل بصراحه كان هادي قوي و بشوش . . آه بشوش , قعدنا معاه و فضل باصصلنا و إحنا ساكتين مش عارفين نقول إيه , قطع هو الصمت و راح قايل نورتوني نورتوني , وراح ناتش إيد صاحب أخويا و قعد يقوله كلام غريب وبسرعه جدا , إهدي يا عم شوية ما أنا مش جاي كل ده و بعدين تطلع بتتكلم هندي , طبعا فهمت لوحدي إن دي لهجه عرايشي و ده أخره في الترجمه , إفهم إنت بقي و ربنا معاك , المهم مسك إيدينا كده واحد واحد و قال لكل واحد كلام , (محدش يسألني قال إيه لكل واحد , أنا فهمت كلامه ليا أنا بالعافيه ) , تقريبا كده قاللي صلي ركعتين و إدعي ربنا يبعد عنك شر بني الإنسان . . كلام عادي جدا !! . . مفهمتش , بس أنا أصلا مكنتش متوقع حاجه يعني , مشينا و إحنا بنضحك بصراحه إن إحنا مفهمناش ولا كلمه و إن  العربيه إتفحتت و البنزين راح (اللي صاحبنا حطو) عالفاضي  , بس قشطه يعني . . إتفسحنا . . (ومعملتش اللي قاللي عليه برضو) . . 

تاني يوم . . الكلام ده كان يوم جمعه , في رمضان , نمت بعديها بالليل و صحيت علي الفطار , بقوم من السرير و مستني الوجع الرهيب و متوقعه أول ما أبدأ أفرد ضهري , و بفرده أهو و . . . ولا حاجه , مفيش وجع خالص !! . . والله قعدت أتنطط في الأوضه . . وبرضو ولا حاجه . .  معرفش بقي . . هل المشوار ده هو السبب , ولا الأدوية جابت نتيجه أخيرا , ولا الراحه من المجهود , ولا هو الوجع خد وقته و راح زي أي دور برد مثلا . . الله أعلم !!

بس أنا فيه حاجه بابا قالهالي . . لأ حاجتين . . الراجل ده أيام ما إسرائيل دخلت سينا و وصلت للمكان اللي هو قاعد فيه , كل الناس هربوا إلا هو , فا مسكوه و حبسوه في أوضه مقفوله , وكل يوم ييجوا يلاقوه بره الأوضه , يحطوه تاني , ييجوا تاني يوم يلاقوه بره الأوضه . .

الحاجه التانيه إنهم لما جم يبنوا جامعة سينا ظهر و قالهم أحفروا هنا هتلاقوا بير مياه عزبه , في وسط الجامعه , (مع العلم إن سينا مافيهاش مياه عزبة في الحنفيات) وفعلا حصل . . برضو . . الله أعلم !!

الخميس، 2 سبتمبر 2010

سامحني يا رب . .


معلش بقي البوست المره دي هيكون كئيب شويه , هو الصراحه بيمثل لي ذكري سيئه جدا , مش عارف إيه اللي فكرني بيها , يمكن علشان رمضان , و أنا كنت ساعتها صومت 60 يوم . . مش عارف . . 




لم تكن المره الأولي التي أفعلها , ضربت بكلام الكل عرض الحائط وإخترقت الطريق عائدا دون نيل ساعه واحده من الراحه بعد يوم سفر شاق , النوم يداعب جفوني وذكري جلستي مع إبن عمي الذي أصررت علي زيارته لمواساته تجول بخاطري , ليتني تذكرت كلمات صديقي عقب تلك الزياره وعيناه التي كادت تحرقني من فرط إعجابه بالسياره الجديده , ظللت أخترق ظلام الطريق المزدوج الذي سقط سهوا من خطة وزارتي الكهرباء والنقل , ومصابيح السيارات القادمه نحوي تكاد تغشيني , مرت برأسي كلماتها الحنونه , أمي , لا داعي للسفر , لطالما أبهرتني تلك الأشجار , كم ستكون أجمل لو تم الإهتمام بها و إستغلالها في تجميل الطريق , تفقدت الساعه للمره الثالثه , مددت يدي ووضعت إسطوانه أغاني أعددتها سابقا , محاوله يائسه للتيقظ , إسترجعت مجددا كل علاقاتي السابقه علني أجد من يمكنني الإتصال بها , وفشلت , تنبهت لكون الساعه تقترب من السابعه صباحا , دعاء السفر , هل تلوته ؟ . . جفناي ثقيلان للغاية , هززت رأسي بعنف كعادتي , لطالما كنت وحيدا علي الطريق , لا أدري لما , أمسكت المقود بكلتا يداي بقوة , إنتبهت لخيط الصباح الأبيض الذي شرع في الوضوح , كدت أصرخ من فرط الإرهاق , مرت بي سياره سريعه , تلتها أخري , أضاءت سياره أخري مصباحها في وجهي في إشاره من قائدها بعزمه علي المرور , حقا لم تكن المره الأولي التي أفعلها , تذكرت طرقا كثيره مررت عليها وحدي , أياما مظلمه نال مني بها الإصرار علي السفر , إرهاقا مرارا لم يمنعني من العدو وراء متعة التنقل التي أدمنها , أفكار ونزوات تكاد تغشي عيناي , بالفعل أصبحت تائها وسط سحابه سميكه الملمس و كأنها تلتف حول عنقي لتقتلني , أسمع دقات قلبي وتتلاحق أنفاسي ولا أعي ما حولي , همهمات متداخله تغزو أذناي قسرا , إزدحام لا أدري كينونته يحيطني بشده , ثم ينقشع , وكأنني إستيقظت للتو , لا بل إستيقظت بالفعل , إستيقظت علي زجاج متناثر من حولي , دماء تنسال من جروح طوليه بذراعي الأيسر و أخري لا أراها بجبهتي , نباتات وحشائش كثيفه تحيط بي من كل جانب , نبهتني لكون الأرض لم تعد مستقيمه كما إعتدتها , تحاملت علي نفسي لأتحرك , لم يستعد عقلي كامل وعيه بعد حين وطأت قدماي أرضا مبلله مغطاه بالحشائش التي تملؤها قطع الزجاج المتناثر وقطرات الدماء الداكنه , إستيقظت ثانية علي صراخ آدمي , نظرت لأعلي لأجدني علي عمق أمتار من سطح الطريق , ومضات سريعه أتتني للحظه , سياره مسرعه تعبر أخري أمامها لتقفز أمامي مباشره في حركه مفاجأه , رد فعل منعدم أوشكت معه أن أقابلها وجها لوجه , ومضات متلاحقه أخري , محاولات مستميته للسيطره علي مقود السياره , باءت بالفشل , مشهد من زجاج السياره الجانبي للطريق من أمامي , تسارع دقات قلبي حتي تكاد تخترق ضلوعي من مسمع صراخ الإطارات المحترقه علي الاسفلت الساخن بفعل السرعه الرهيبه , ومضه أخيره , إصطدام جسم غريب بمقدمة السياره وإنعدام الرؤية وتجربة فقد الجاذبيه لثوان . . صراخ ينبعث من جانبي ليملؤني فزعا , إرتمي الشاب الصارخ علي ركبتيه وكأنه ينقب عن شئ ما وسط النباتات المتبعثره , خذلتني ركبتاي حين ظهر وجهه , صعقت من هول المفاجأه وكأنني لم أكن السبب , دارت عيناي وسط الملأ المحيط بنا ولم تقو علي النظر في عيناه المدميتان , أوشكت علي الإنهيار حين صرخ إسم الطفل ذو الأربعة عشر عاما . . (عيد ) . . أخويا . .      
 إلي رحمة الله تعالي أسألكم الفاتحه . . الطفل عيد عبدالعزيز محمد حسن . . 1/6/2007