أعشق الرقص كما أخبرتك
حقا أعشق الحركة المفعمة بالسعادة والحب
وعلي الرغم من هيئتي هذه التي لا تدل علي كوني أستطيع السير بإستقامة حتي . . نعم , فأنا ضعيف البنية لدرجة لا تصدق . . إلا أنني لطالما عشقت أشياء لا ولن أستطيع إليها سبيلا . . كالفتيات مثلا . . . . . . . . . حسنا حسنا , أنا بالفعل أخشاهن , لدرجة الرعب , لا . . كان هذا حتي المرحلة الجامعية فقط , فأنا الآن وبعد تخرجي أصبحت زير نساء , فقط أصبحت زير لنساء لم يعجبنني قط . . أتعلم . . حين يجلس مجموعة من الصبية , الشباب , الرجال , الذكور بشكل عام . . ما أكثر الموضوعات شيوعا للتحدث عنها بينهم ؟ . . نعم , هن , ولكن عليك حقا – لتدرك واقع الأمر – أن تجلس معهم وتنصت جيدا , ستجد أن ما من شاب سيحكي لك عن حبيبته , أو من يصنفها هو بأنها من تستحق , فقط سيجول ويدور حول سيرة من يستبدلها كل حين بأخري . الرجال بشكل عام لا يتفاخرون بأكثر ما يتفاخرون بقدر علاقاتهم العاطفية – الجنسية أحيانا – المشبوهة . . "هل نطقتها حقا !! " . . إمم , قد يعتبرها أي منهم نوعا من الضعف قد يظهره أحيانا لصديق مقرب والأبدي ألا يظهره , أما السيرة البذيئة , فسحقا للحياء , بل هي مفخرة وملحمة يجدر تمجيدها
في السنوات الأولي للمراهقة وبجلسات كهذه , يستمع كل صديق للآخر فيتأثر من يتأثر وكيفما يتأثر , دعك من الآخرين الآن فقد كنت أسوأهم جميعا , لم تدنو لأذني ولو لمرة قصة أو "حدوتة " إلا وكانت عن "ذات سمعة" , لم أجد من الخبرة ما أكتسبه ولم أجد من الأهداف ما أطمح إليه سوي ما يثيرني , ولا يروقني , إن كنت تفهم ما أقصد . . حسنا , إياك أن تظن الآن أنني قد نضجت خبيرا بالفتيات فصادقتهن جميعا . . سأعترف لك . . نشأتي هذه وقد كنت فتي محبوبا من أصدقائي جذابا للفتيات من حولي لم تؤثر بي قط , كنت خجولابشدة . . ألم أقل لك بالفعل !! . . . حسنا . . رغم هيئتي المقبولة وخفة ظلي إلا أن جل ما فعلت هو تخزيني لكل ما سمعت من حكاوي لأصدقائي بصحبة فتيات لم أحلم بأن أنطق كلمة أمامهن , كانت ركبتاي حقا ترتعشان إذا مرت إحداهن بجواري , وعلي العكس تماما كنت أشعر بنظراتهن , همساتهن عني ومن حولي , أشعر برغبتهن في التعرف بي ومصادقتي , إلا أن يوما لم أفعل . كنت فاشلا بمعني الكلمة رغم رغبتي في النجاح
.
كانت بكل فترة فتاة هي الأكثر شهرة علي الإطلاق . . أعلم الآن يقينا أنك لن تصدقني حين أخبرك برغبتها – تلك تحديدا – التي أستشعرها في صداقتي , كنت بنظرهن جميعا الفتي "إبن الناس" الذي يصلح ربما في المستقبل كزوج "لقطة" , الفتي الذي لن يغرر بنا كما يفعل أصدقائه المنحرفون . لم يخطر ببالهن قط ما يدور بعقلي أنا . . ما سمح لي به من خيالات تفاقمت من فرط حكايا أصدقائي الجامحة مع أمثالهن . ما كنت أنا سأفعله إذا فقط , لم أكن أنا . . لا تخجلني الآن فأنت من طلبت أن أحكي . .
ظلت خيالاتي تتسع وطموحاتي تتضاءل . . نعم فبكل فكرة تحمل قصة يزداد يقيني بكوني لم ولن أصير مثلهم , أعرف كل القواعد بالفعل لكني لا أدرك كيف تطبيقها . تعلمت ما تحب الفتاة أن يقال لها , ما تحب أن يهدي لها , شاهدت كافة الأفلام الرومانسية . . ورغم كونها رومانسية إلا أن الجانب البذئ هو ما كان يطغي عليّ دوما . . تعلمت كافة أسرار العلاقات الخفية وما يفعم حيويتها وحميميتها لأقصي حد . . الخبرة المثالية التي سيكتسبها نجلك مستقبلا هذا ما أؤكده لك . .
هل تنتظر الآن ؟
حسنا . . كل هذا . . حتي ظهرت هي !
هل تع النسيم العليل الذي يرتطم بوجهك ويمر بقميصك فيمحو عنك أثر أشعة الشمس التي تحرق جسدك , حين تصحبه زخات إرتطام الأمواج الوليدة بجدار المرسي الصغير حيث تتراكم الأصداف وتمر بجوارها صغار الأسماك حال رؤيتها بعد رحلة شاقة لقضاء عطلة نهاية إسبوع قاس . . كان هذا شعوري حينها .
هل تلك نهاية القصة ؟ . . ليتها كانت , فتلك الفتاة كانت كما أسلفت ممن لم أفهمهن علي الإطلاق , لم أتعلم كيفية التقرب لمثلها , كلما حاولت فهم إشاراتها تخيلتها إحداهن فتعجبت لم لا تعبر عما يدور بداخلها بأقوي من ذلك , كلما حاولت التحدث إليها أعاجلها بأسلوب أقل ما يوصف بكونه منحط ولم أدرك قط أين أخطأت , بالطبع إبتعدت عنها فلم أفهمها ولم تكن لتفهمني , سنتان إثنتان مرتا , كنت قد تخرجت قبلهما بعام , وبأولهما تغيرت حياتي للأبد , هل تعلم حين تحمل كتيب التعليمات لماكينة ما ولا تجد لها مفتاحا ؟ . . حسنا , لنقل أنني قد وجدته , ولكونه مفتاحا سحريا بطبيعته فقد فتح لي طاقة القدر . . حين طبقت تعاليمي الأولي وصادقت إحداهن بسهولة منقطعة النظير , فقد قررت أن أبدأ بأول فتاة لطالما حلمت بها , ويالعجبي وكأنها كانت فقط تنتظر أن أبادر بخطوة مني , وبالفعل مرت الشهور تلو الأخري وكأنني أنتقم لذاتي , ظللت أستعيد ذكرياتي مع كل من عجزت عنهن وكل من صادقهن غيري فصادقتهن , كل من إحتلت جزءا كبيرا بخيالاتي فجعلتها واقعا . . لم أدر كيف وبأي حق تتحقق أحلامي الآن هكذا . . أرجوك لن أتذكر عددهم الآن بالتأكيد فقد مر زمن . . كل ما أدركه الآن أن كبتا كان بداخلي , نعم , أراني بالفعل ضحية لمجتمع فاسد ولصحبة شائنة كل ما تتعلمه منها هو كيف تحترف إرتكاب الخطأ . . بالطبع أدرك كونه خطأ أتحسبني مغفلا !
حسنا . .
أتعصب أحيانا الآن أيضا . . كثيرا .
كن ينخدعن في بشدة , كنت لخبرتي – "النظرية" – أخدعهن بمعسول الكلام عن غرامياتي السابقة وعن خبرتي بهذا وذاك الأمر وتلك الأشياء , فيصدقن بكوني "شاب صايع" . . هههه الحق يقال فقد إستمتعت حقا . . فقط حين لم تكن بالجوار .
كانت فتاتي "تلك" تظهر كل حين , تظهر لتقلق مضجعي وتذكرني بآدميتي , تذكرني أحيانا بكوني لم أخلق لتلك الحياة وأحيانا أخري بعجزي أمامها وكوني لن أصلح أبدا لها , حاولت معها مجددا لن أكذب عليك الآن بعد كل هذا , وأخفقت أيضا , كنت بطيئا رتيبا مملا , كان كل ما يقلقني هو كيف يظهر صوتي واثقا حين أحادثها , كيف أبدأ الكلام ومتي أنهيه ,كلاما لا معني له ولم أدر لم – علي الرغم –شعرت بدفقة إرتياح بصوتها الرزين . . أعلم . . صدقني إستوعبت الدرس جيدا هذه المرة , أدركت من هي وأدركت كوني لست مستعدا بعد , كان جزءا بي يرغب بها بشدة , وينقسم هذا الجزء أيضا لقسمين أحدهما لا يدر كيف يفعل والآخر لا يرغب في التعجل , بينما الجزء الآخر لم يشبع من الحياة بعد , لم ينتقم من غفلته السابقة كما يجب بعد .
فعلت أفعالا شائنة حقا , أعترف بذلك , تدري . . لعلها صفتي الوحيدة التي أفتخر بها , الصراحة , أتمادي بها أحيانا كثيرا حتي أقع حقا بمشاكل جمة . . نعم . . خسرت أشخاصا بسببها أيضا . . ليسوا ممن لا يستحقون الرثاء فلم أكن لأذكر الأمر ولكنهم للأسف علي النقيض تماما . . علي أي حال . . مضي الآن وقت الرثاء . . أتعلم . . لا يضايقني بالأمر الآن سوي كوني لا أستطيع نسيانه . . نسيانها بالطبع أقصد . . فبعد سنوات من العربدة تخللتها أيام وأسابيع متفرقة من العشق الذي لم أعطيه حقه . . صدقني لا أدر لم . . أحببتها أعترف لكني لم أكن قط بقدر المسئولية لأخطو خطوة لائقة , كانت تقتلني بنظراتها المبهمة التي تستفهم عن مفهومي للعلاقات ولا جديد من ناحيتي , كانت عينيها تسألاني متي ولا أجد من الرد شيئا . . فقط أتلذذ بنزواتي تحريرا لذاتي . .
أعلم أنك تتسائل لم أقص عليك كل هذا الآن . . لن أدعك طويلا . . ولن أطيل عليك . . بالأمس كانت خطبتها . . بالأمس فقط أدركت أن لا شئ يستحق بقدر من يحبك لذاتك حقا وليس بقدر ما تجيده من مهارات الحديث أو خبرة العلاقات , لا شئ يستحق حين تتنازل عن كل نفيس وقيم يقابلك مقابل أن تقلد الآخرين بما لا يتسق أساسا مع شخصيتك , لمجرد أن تحذو حذوهم . . مهلا . . لم تنته حكايتي بعد . . أتذكر حين أخبرتك عن صديقتها الوحيدة التي كانت تحادثني أحيانا . . لا لم أخبرك بالفعل , دعك من إسمها , فالأهم ما أخبرتني به بليلة واحدة سابقة للحفل , ربما لست خبيرا مثلي بأمراض العصر ولكنك حتما ستدرك الفاجعة , ففتاتي كانت مريضة , قد يصفها البعض هكذا إلا أن ما بقلبي لها يمنحها هالة خاصة تعصمها المرض , تعصمها أية شائبة وترغبني بها أكثر . . لعلي أنا المريض الآن يالبؤسي ! . . يسمونه سبارقس . . حالاته تتشابه جميعها في ضعف التواصل , في عدم التعلق بالآخرين ربما فقدا للثقة , ولكنها تميزت قليلا ربما هذا ما دعاني لعدم الملاحظة . . بالطبع لا أهتم وأعلم كونك لن تصدقني ! . . قد علمت أيضا أن هذا المرض أعراضه لا تنتبه لها إلا إذا أردت . . يعتريها الشرود كثيرا ويشوبها سرعة التأثر والمبالغة في النحيب أحيانا , أبلغها الأطباء بأن الوحدة تقتلها , وبأن علاجها بصحبة الآخرين , بصحبة من يملأ قلبها ودنياها , بأن إشاراتها الحيوية ستختلف بكل كشف دوري بالفعل إذا لم تأت وحيدة كعادتها , تحتاج يدها من يدفئها , تحتاج لمن ينتشلها من ضلالاتها التي يوقعها بها شرودها أحيانا إلي عالم الواقع , فهي لا تستطيع التركيز بأغلب الأوقات , فقط أبدت تحسنا ملحوظا في بعض الجلسات خلال السنتان الماضيتان , لم يدر أحد لم , فقط ودوا لو علموا لطالبوها بالإستمرار فيما تفعله , في الإقتراب أكثر ممن حسّن أدائها . . ألم أخبرك بكونها مميزة ؟ . . نعم . . كنت أنا السبب . . كنت أنا ولم أدرك سوي الآن كم كانت تحتاج إلي . . كم ظلت تنتظرني حتي أستفيق من غفلتي . . كيف خانتها كرامتها إلا ألا تعترف لي براحتها في جواري . . أتراها عجزت عن القول ؟ . . نعم . . كنت أنا دوما من أعود بها خطوات للخلف حين أرحل من جديد . . من أزيد حالتها سوءا حين أخفق توقعاتها وأخجل فرحتها . .
بالطبع لا أنكر عليها حقها أتظنني جاحدا لهذه الدرجة . . نعم أعلم أنها لم تكن لتنتظر وأن من يقدرها حتما ستمنحه قلبها . . فقط أحزن فلم أكن أنا . . علم هو طبيعتها وإقترب منها , علم ضعفها فإحتواها بقلبه , علم إحتياجها فمنحها ما يملك , علم بشدتها فأكمل نقصها . . فعل هذا في الوقت المناسب وحين طلب منه , لم يكذب قط ولم يخادع , لم يحتج سوي جوارها ورفقتها , لم يشعر بكونه سيضيع عمره إذا إقتصر عليها . . فقط فعل كل ما لم أفعل . .
بالطبع لم أستطع حضور الحفل وإن كنت قد شاهدت الصور علي هاتف صديقتها . .
حسنا . . قلت لك إنتهي الأمر . . أعلم جيدا حين ينتهي .
قطعا لن أستمر . . سأتغير . . لن أفعلها مجددا
ماذا قلت ! . . أرجوك هذا يكفي الآن
لا أريد الحديث في هذا الموضوع مجددا . .