في الماضي لم نكن
ندري شيئا .. أعتقد أن هذه العبارة تلخص كل شئ .
لاحظت والكثيرين
غيري من بداية ظهور شبكات التواصل الإجتماعي ، ومؤخرا في ظل إنتشار ما أطلق عليها
"الكوميكس" التي إنتشرت في الصفحات والجروبات العامة والخاصة ، بل
وأنشأت لها صفحات خصيصا تحت مسميات مختلفة ، لاحظت القوة التي تربط هذه الأشياء .
تقوم الفكرة علي ترديد تصريحات الساسة والمسؤولون وربطها بمواقف من الحياة أو من
الأفلام أو إقتباسات المشاهير بشكل ساخر ، وإن كانت هذه السخرية السياسية قليلة
وفي ظل مناسبات ومواقف محددة . ولا أتحدث هنا عن الساحة المصرية فقط فالواقع أن
الفكرة تتسم بالعالمية وتتعلق أكثر بربط الماضي بالحاضر لتحقيق إسقاطات مضحكة علي
مدي تكرارنا لنفس الأخطاء .
قديما ، وقبل أن
تكون الإتصالات عالمية وقبل أن ينكمش العالم لقرية صغيرة ، كم كانت فرصة أن تلتقي –
محليا حتي – بشخص له نفس تفكيرك ؟ .. لم يتوفر للإنسان قبل الآن أن يقابل بسهولة
من يحمل ذات معتقداته وثقافته الإجتماعية – بل والعائلية – ويناقشه بها وتصبح حتي
مادة للسخرية . كان المواطن العادي في أي مكان يعتقد دوما أن مواقفه اليوميه مع
والديه إنما تخصه وحده ولا مجال لتكرارها في أسر أخري ، لم يعتقد أن مدرس آخر يقول
نفس كلام مدرسه لطالب بمدرسة أخري في الطرف الآخر من الدولة ، لم يعتقد أن أفكاره
التهكمية حول غباء شخص ما يشاركه نفسها طفلا أسيويا أو أيرلنديا ، فقط بلغة مختلفة .
تنشر جروبات موقع
فيس بوك يوميا مئات بل وآلاف "الكوميكس" شارحة مواقف يومية يتعرض لها
الإنسان بشكل ساخر ، ويضحك عليها المئات مؤكدين تعرضهم لنفس الموقف بل وإتخاذهم
نفس إتجاه التفكير نحوه . ألا يدعو هذا للعجب إذا فكّر به مواطن التسعينات ؟ .. وبتطبيق الأمر علي أسمي أهداف الحياة وهو التواصل – الواقعي تحديدا – فإننا نجد
فرص إلتقائنا بأناس يفهموننا ويوقروننا ويدركوا نقاط تلاقينا ويُعلوا من شأننا
ويسلبوا أرواحنا بلمساتهم الواعية بتفاصيلنا ، نجدها أقوي وأقرب بمساعدة
التكنولوجيا . نحن نجد يوميا مئات طلبات الصداقة الإفتراضية تحت دعوي تماثل
الشخصية ، قد يرفضها البعض ويقبلها الكثير بإختلاف الأسباب . يتعرف المئات من محبي الكاتب هذا أو
مؤيدي السياسي ذاك أو مغرمي النوتة الموسيقية تلك . يتعرفوا ويتصادقوا وينتقلوا
لعالم الواقع بأحلامهم الموحدة .
ربما علي العالم –
وعالمنا البدائي خاصة – أن يعيد صياغة مفاهيمه ، وأن يرتب أفكاره . كونك وحيدا في
ماضيك لم يكن لأنك عاجز عن التواصل ، أو لكونك قليل المواهب ، بل فقط لأنك لم
"تتصل" بشكل جيد . الآن عرفت أن بالعالم من يحلم مثلك ، يحب مثلك ،
يعتقد مثلك ، يفكر مثلك ، يكره حتي مثلك . ليس عيبا أن تبحث وأن تصل بمن يبحث عنك
. ليس عيبا أن تزامل وترافق وتصادق وتحب .
4 التعليقات:
بتعلق .. مش كل تشابه يؤدي بالضرورة الى تواصل
shayma
أكيد ، أنا بس بتكلم عن الإحتماليات اللا نهائية والفرص التي لم توجد من قبل ، عن سهولة العثور علي من يشبوهننا بعكس الماضي
نورتي :)
كنت لسة بفكر فى الفكرة دى امبارح !
حاضر .. شيرتها :)
candy
وده إثبات عملي للفكرة :)
شكرا :)
إرسال تعليق