الخميس، 22 يوليو 2010

لــن أعــيش فــي جــلباب أبــي

كم أندم علي ما فعلته وأتمني أن يعود بي الزمن لتغييره , مللت فشلي في حياتي لم لا أنجح , أخشي المستقبل كثيرا وما يحمله لي من مجهول , من منا لا يفعل ؟؟ . . . من منا لا يتذكر ماضيه ويتمني عودته من جديد لإتخاذ قرارات مختلفه , ومن منا يشعر بالرضا بحياته التي يعيشها الآن , ومن منا لا يخشي المستقبل . .
من منا لا يتمني ترك كل ما يربطه بحياته الروتينيه و الإنطلاق نحو مكان بعيد لا يحيطه سوي الطبيعه الخلابه والمناظر الممتعه , من منا لا يتمني تغيير حياته للأفضل و تحسين مستوي معيشته , من منا لا يتمني أن تجمعه قصة حب بشخص لطالما تمناه , من منا لا يتمني نيل التقدير والإمتنان الذي يستحقه ممن حوله . . . لكل إنسان منا حياته , والتي يمر من خلالها بتغييرات عديده , ولكن . . من بين كل تلك التغييرات والتي تعد نقاط في خط حياته , نقطه وحيده , أو قد يسميها البعض مفترق طرق , لما تمثله تلك النقطه من أهميه بالغة , ومما لا شك فيه أنه ما من إنسان إلا ويدرك أهمية تلك النقطه , وينتظرها , ويترقبها بشده , لآخر نفس من أنفاسه في الحياه , رغم أنه لا يدري ما سيطرأ عليه من تغيير حين يصل إليها , فقد تمنحه كل ما تمناه , وقد تودي به لشقائه , ولا تستغرق تلك النقطه أكثر من لحظه , يتخذ فيها الإنسان قراره بالمضي قدما في حياته التي يعرفها , أو ينطلق نحو المجهول نحو آفاق جديده يجازف فيها بكل ما يملك , كم مره سمعت شخصا يقول لآخر حين يقاطعه وهو شارد بأنه (قطع حبل أفكاره) , أجد هذا التشبيه مثاليا بحق , فالأفكار بالفعل كالحبل , يتمسك به الإنسان جيدا حين يحتاج للمساعده , وقد يمنحه القوه علي فعل شيئا يعجز عنه بدونه , وقد يجذبه لمكان عال لا يستطيع إليه صعودا , إذن فالأفكار شديدة الأهميه , والفكره تأتي في لحظه , والتي تستغرقها النقطه , التي ستغيرنا للأبد . .
كم منا إستسلم لوضعه الحالي ومحدودية إمكانياته, كم منا فقد بريق عينيه وظل حبيس فقاعته التي يري منها الدنيا ولا يستطيع لمسها , كم منا لم يفعل شيئا في حياته , كم منا أضاع سنوات عمره هباء , كم منا إستثمرها في شئ خاطئ , وإكتشف متأخرا , حقا ترعبني تلك الفكره , ولا أتخيل أن تظل حياتي محدوده كما هي الآن , أسأل نفسي كثيرا , ماهو النجاح ؟ . . هل هو المال ؟ . . أم هو السلطه ؟ . . أم هو العلاقات الإجتماعيه الناجحه ؟ . . أم هو الإرتباط بمن أحب ؟ . . أم هو الذريه الصالحه ؟ . . أم هو التدين الصحيح ؟ . . أم كل هذا ؟ . . أم ماذا ؟ . . أعتقد أن لكل منا هدفه وإقتناعه بأن هدفه هذا هو النجاح بعينه , أيا كان هذا الهدف . .
هل رأيت مسبقا شخصا يسير هائما في الشوارع , رث الثياب , أشيب الشعر والذقن , يبدو كمن لفظته الحياه ولم يجد لها من يتوسط له , تسائلت كثيرا عن ماضي هؤلاء , وخلفيتهم , وكيفية وصولهم لتلك الحاله , هل هو قرار خاطئ ؟ . . أم هم أصدقاء السوء ؟ . . أم أولاد جاحدين ؟ . . أم حظ عاثر ؟ . . أم القسمه والنصيب ؟؟؟ . . . فمن الممكن أن يتحول أي شخص لهذه الهيئه لأسباب عديده , ولا أعتقد الفقر سببا منهم , فلكل مجتهد نصيب , أيا كان حجم حافظة نقوده , ولكن السعي والإجتهاد والإصرار وقوة الإراده , كلها مفاتيح الحياه السعيده .
تساؤلات عديده تملأ رأسي , وأفكار متضاده تتعلق بالرضا والسعي , ولكني علي يقين بأننا لا يجب أن نكون عرضه للخوف من المستقبل , بل نضع خططا وخطوطا نسير عليها وفق معتقداتنا وظروفنا وإمكانياتنا , وألا نستسلم لليأس و الإحباط , بل نكسر حدودنا ونؤمن بقدراتنا , وننهض من مقعد الكسل والتراخي , وليقل كل منا لنفسه . . ( مش هشيل جرنال و بطيخه ) !!

1 التعليقات:

Emtiaz Zourob يقول...

ولا انا .. مش هشيل جرنال ولا بطيخة ..