الثلاثاء، 20 يوليو 2010

زي أي طفـل مصــري

هو بيعمل إيه الأهبل ده !!! . . . هتف عقلي بتلك العباره دون أن أنطقها وظهر علي وجهي إبتسامة سخريه لم يلتفت لها أحد , جلست بعيادة الطبيب أنتظر دوري لإجراء الكشف كباقي الموجودين , وجلس قبالتي فتي في السابعه أو ربما الثامنه من عمره , جلس هادئا في بداية الأمر , ثم شيئا فشيئا لاحظت ما أدهشني , كان الفتي يحدق في نقطه وهميه أمامه ويبدو شاردا , إلا أن يداه بدأت في التحرك , وكأي ساحر محترف بدأ الفتي في إتيان حركاته الإستعراضيه , رفع ذراعيه لأعلي وبدأ يحرك كفيه و كأنه يحركهما فوق البللوره السحريه , لم أفهم حقا ماذا يفعل , ولم يكتف هو بذلك , بل شرع في التلوي ومط جسده كالثعبان المريض وأنا أكاد أجن لأفهم سبب فعله ذلك , دار بي عقلي ونظرت مجددا علي شهادات الطبيب المعلقه فوقي , لعلني أجد ضمن تخصصاته تخصص الأمراض العصبيه و النفسيه , وياللعجب , لم أجد شيئا , عدت مرة أخري للفتي لأجده وقد حل أزرار قميصه بالكامل , لاحظت شابا يجلس بجواره ويبدو بصحبته , ربما لوجود تشابه طفيف بينهما , ظللت أنقل بصري بينهما و كأنني أحثه علي الإنتباه لما يفعله الفتي الصغير لعله يردعه , ولكن بلا جدوي , مجددا نظرت للفتي ووجدته قد أخرج ذراعيه تماما من القميص ولكنه لا زال يضعه علي كتفيه الرفيعين , جلست لثوان أنتظر الخطوه التاليه , لابد و أنه سيتحول لمستذئب و يأكلنا جميعا , ولكن . . هل يفعل هذا حقا ؟ . . هل حقا يقوم بإغلاق أزرار القميص ويده بالداخل , لم يفعل هذا ؟ . . ظللت أحملق به و هو يعاني مما يفعله , ولكنه يصر إصرارا عجيبا عليه , إستغرق وقتا طويلا حتي أغلق ثلاثه أزرار , حوالي عدة دقائق , أكاد لا أصدق عيني , إنتبه الشاب الجالس بجواره أخيرا لما يفعله , وكم أسعدني ذلك , ولكنه نظر له نظرة إشمئزاز طويله ثم نظر أمامه , عاد و نظر إليه مرة أخري حين تحرك الفتي وحك كتفه بذراع الشاب مثلما يحك حمار أجرب جسده في الأرض حين يشعر باليأس , ضحكت حين نظر إليه الفتي و أشار له بإتجاه الزر العلوي كي يغلقه له , كدت أنفجر ضحكا من نظرات التوسل التي يصنعها الفتي , ( إستغفر الله العظيم يارب ) . . . إستطعت قراءة شفتي الشاب حين قال ذلك بمهاره أحسد عليها , تضاهي مهارة رجال المخابرات , أو هكذا أقنعت نفسي , أنهي الشاب ما يفعله و ترك الفتي لمصيره , والذي جلس يحملق في الفراغ و علي وجهه إبتسامه بلهاء لا معني لها , للمرة الثانيه شككت في تخصص الطبيب وفي نفسي , تذكرت مقولة لطالما إستفزتني , وتمنيت لو شاهدت قائلها الآن حتي أفقأ عيناه , الطفل المصري هو أذكي أطفال العالم , علي أي أساس ؟؟؟ . . ألأنه إخترع وسيله جديده للبيات الشتوي , لا أظن أن هذا الفتي طفل أصلا , إنه مخلوق أنوي نادر , لا أذكر الكثير عن طفولتي , ولا أتمني حقا أن أكتشف أنني كنت بهذا الشكل , ولكن قد أكون , وقد نكن كلنا كنا هكذا , وهذا خير دليل علي كذب تلك المقوله . . . ( أحمد إبراهيم ) !! . . . هتفت الممرضه بالإسم لإكتشف أنه إسم الفتي لأنظر له سريعا لأجده وياللهول قد أدخل رأسه بالكامل بداخل القميص و أصبح قميصا يمشي علي الأرض , في اللحظه ذاتها التي نهض الشاب الجالس بجواره ودفعه لينهض بعنف ليكتشف ما فعله بنفسه , ولم يكد الشاب يفعل حتي إختل توازن الفتي لعدم إستعداده لحركه مفاجأه كتلك , ليسقط أرضا بعنف وسط دهشة المتواجدين , جز الجميع علي أسنانهم رأفة بحاله , و منهم من حاول مساعدته علي النهوض , عداي بالطبع , نهض الفتي وأخرج رأسه بصعوبه لينفجر ضحكا ببلاهة منقطعة النظير .

0 التعليقات: